قل وداعًا لصحتك مع النوم لـ 6 ساعات يوميًا

 

مقالة تتحدث عن مضرة نقص النوم بناءً على تجربة علمية

جمعينا ننام، لكن هل لساعات كافية؟ بهذه المقالة أشارك معك دراسة علمية تثبت أهمية عدم التفريط بالنوم لثماني ساعات كل ليلة.

هناك دراسة لعالم اسمه دينغر استخدم أسلوباً بسيطاً لقياس مقدار تركيز الإنسان مقارنة بمدة النوم الذي يحظى بها. التجربة كانت الضغط على زر كلما ظهر ضوء من مصباح أو شاشة حاسوب، ثم يجري قياس كل من استجابة وزمن رد فعل المشاركين بالتجربة. ويتكرر ظهور هذه الأضواء بطريقة يصعب التنبؤ بها، إذ تأتي في تعاقب سريع في بعض الأحيان، وتكون بينها في أحيان أخرى فواصل زمنية عشوائية قد تمتد لبضع ثوان. تم تطبيق هذه التجربة  لمدة 10 دقائق متواصلة كل يوم لمدة ١٤ يوماً على مجموعات محرومة من النوم .

قبل أن أشارك معك مجريات ونتائج هذه التجربة، سأخبرك بمعلومة صدمتني عن ماهية "حرمان النوم" أو ما يُعرف علميًا بالنقص المزمن في النوم. كل شخص ينام ليلاً أقل من سبع ساعات بشكل متكرر دائما، هو يعاني نقصاً مزمناً في النوم! 

لكن ما مدى ضرر ذلك؟

المشاركون جميعهم بتجربة دينغر حصلوا على فرصة للنوم لـ 8 ساعات متواصلة، ثم أجريت التجربة عليهم، وسُجِّلَت مستويات التركيز لديهم. بعدها قُسِّمُوا إلى ٤ مجموعات:

الأولى: ظلت دون نوم لمدة ٧٢ ساعة (أيّ أنهم بقوا مستيقظين لمدة ٣ أيام).

الثانية: نامت ٤ ساعات كل ليلة.

الثالثة: نامت ٦ ساعات كل ليلة.

الرابعة: نامت ٨ ساعات كل ليلة.

كانت هناك العديد من النتائج، لكن سأشارك معكم نتيجتين تهمنا. المجموعة التي نامت لـ ٨ ساعات استطاعت المحافظة على أداء ثابت مستقر شبه مثالي طيلة مدة التجربة. والنتيجة المثيرة للقلق كانت نتائج المجموعة التي نامت لـ 6 ساعات كل ليلة؛ لأن من الشائع لدى الكثير الاكتفاء بهذه المدة من النوم.

بعد عشرة أيام من النوم لمدة 6 ساعات في كل ليلة، أصبح تدهور أداء هذه المجموعة يعادل تدهور أداء شخص لم ينم لمدة 24 ساعة. كشفت تجربة دينغر أن تدهور أداء مجموعة الست ساعات لا يظهر أي ميل إلى الاستقرار، بل يستمر في التدهور. وكان كل شيء يشير إلى أن تدهور الأداء سوف يستمر بالانحدار، حتى لو استمرت التجربة أسابيع أو شهورًا.


ربما يبدو لك أن ما كتبته بعيدًا عن واقعك، وأن وضعك جيد مع النوم لمدة 6 ساعات. لكن قارئي العزيز يقول ماثيو في كتاب "لماذا لا ننام" أن استمرارنا على هذا المنوال بالنقص المزمن بالنوم جعلنا نتأقلم مع حالة تدهور الأداء وقلة الانتباه وانخفاض مستوى الطاقة لدينا؛ مؤديًا لضررعلى قدراتنا العقلية.

كم ليلة نحتاج إلى تعويض هذا النقص في النوم؟ ليلة؟ ليلتان؟

نعود الآن إلى نتائج دراسة دينغز. ربما توقعت أن يعود أداء المجموعات الأربعة بالشكل المثالي بعد ليلة طويلة من النوم التعويضي. هذه الفكرة شائعة بين الناس، حيث يعتقدون أنه بإمكانهم تعويض نقص النوم خلال الأسبوع بزيادة ساعات النوم في أيام العطلة. 

لكن بالرغم من نوم مجموعات دينغر لثلاث ليالٍ دون التقيد بمدة محددة، فإن الأداء لم يعد كما كان في البداية، بعد أن استمتع الجميع بثماني ساعات متواصلة من النوم العميق. ولم تستطع أية مجموعة تعويض ساعات النوم التي خسرتها في الأيام السابقة تعويضًا كاملا. وكما تعلمنا سابقا: لا يستطيع الدماغ فعل ذلك.

أعتقد أنك الآن مثلي ستبدأ بحساب ساعات نومك كل صباح. أتمنى أفدتكم بهذه المقالة. لا تنسوا مشاركتها مع قُراء آخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليستفيدوا.

ألقاكم في تدوينة أخرى ممتعة ومفيدة.


2 تعليقات

  1. يا الهي النتائج غير مبشرة بخير! انا اعاني من الأرق المزمن بسبب مشكلة صحية لا يد لي فيها، و اكاد اجزم ان ما ذكر في تلك الدراسة فعلاً ينطبق على حالتي، احاول التعويض بالقيلولة و النوم المبكر و ما الى ذلك، و "اجمع" ساعات من النوم، لعل و عسى ان يستمر مخي بالعمل بكفاءة خلال اليوم!
    شكراً لمشاركتك هذه الدراسة المهمة يا هالورينا!

    ردحذف
  2. علينا بإعادة النظر في شأن النوم فهو شئ أساسي لزيادة الإنتاجية https://feetyourmind.blogspot.com/2023/11/summary-book-missed-prayer.html

    ردحذف
أحدث أقدم

نموذج الاتصال